يلاحقنا الموت

يجلس كعادته وحيدا في الليل محاولا التخلص من حر نهار رمضان

لكي يستطيع اكمال دروسه في الليل

ينظر لخالته التي تجلس معه ومع جدته نظرا لاغترابه بعيدا عن اهله لدخوله احدي الكليات

ويخبرها : اتعرفين يا خالتي اريد من الله ان يمنحني مالا كثيرا لكي اعوضك انتي وابنائك واهلي اجمعين

تدعو له خالته وتخبره بتحضير السحور

" ياريت فاني اتضور جوعا احضري انتي السحور وانا سادخل الحمام لاتحمم استعدادا لصلاة الفجر"

لا تتاخر فانت تعلم ان جدك يستيقظ مبكرا قبل الفجر استعدادا للصلاة ايضا

لكن يتسيقظ الجد ويدق علي الباب وما من مجيب

ينادي باعلي صوته وما من مجيب

تناديه خالته بان يفتح باب الحمام وما من مجيب

يا الهي فلنكسر الباب فقلبي يتألم

هكذا صاحت خالته

كسروا الباب ليجدوا ان ذلك لشاب الذي يبلغ من العمر 21 عاما ملقي علي الارض لا يتنفس

لا يتحرك

صرخة مدوية تطلقها خالته التي اعتبرته احدي ابنائها التي فقدتهم ومحرومة من رؤيتهم

استيقظ كل من بالبيت والعمارة

"ابعدوا سافعل له تنفس صناعي"

ااااااااااااااااااه

هكذا صرخ احدي منقذيه وسقط علي الجثة الملقية علي الارض ولا يتسطيع ان يتحرك

واقسم بكل ما اوتي به من قوة ان شئ يشبه الجبل قد سقط علي ضهره

بعدها وجدوا ان جسد هذا الشاب قد اصبح باردا

فقد مات

اواه

ماذا سنخبر امه وكيف سنخبرها وهو الولد الوحيد علي بنتين

وكان زهرة شباب العائلة

وتأتي امه فاقدةالوعي من السفر لعلمها بان خالتها هي التي توفت

كيف حالها وهي هكذا فما بالها لو علمت ان فلذة كبدها هو الذي توفي

اخبروا كل العائلة بوفاة زهرتها

ما صدقت ما سمعته , نزلت من البيت مهرولة

فها هي صديقته المقربة وقريبته في ان الوقت التي تصغره بعام واحد

اين الرفيق الذي استأنست به ؟؟

اين الصديق الذي وعدني بتعويضي انا واخي ؟؟

اين ذلك الحبيب الذي كان اخ لم تلده امي؟؟

اصعب لحظاتها ليست في رؤية جثته بل اصعبها في كيفية اخبار والدته التي انهارت تماما وهي ليست تصدق ما سمعته

واستقبلت الصدمة الاولي بذكر ان لله وانا اليه راجعون

استقبل مصيرها الحزين بان لله ما اخذ ولله ما اعطي

كانت تري كل الوجوه المحيطة ابنها وما من رأت وجه حتي تلهفت عليه بقوله انه انت ابني

وتتعايش العائلة بهذه الصدمة التي ما كان يتوقعها احد

كيف لشاب في مقتبل العمر ان يموت هكذا ودون معرفة السبب

كيف مات ؟؟

انه قضاء الله

ولكن السؤال يراود صديقته المقربة التي دوما تشعر باليتم

ويمر اسبوع بعد انقضاء شهر رمضان

تنام بجانب امها التي هي خالته

تستيقظ البنت وتقلق امها "اين تذهبين يا ابنتي الحبيبة"؟؟

الي الحمام يا اماه اريد ان اتحمم

ولو كانت الام مدركة ما قالته ابنتها لكانت منعتها من دخوله ولكنها كانت فاقدة الوعي وما تدري ما قالت

تدخل البنت الي الحمام

يتسيقظ جدها استعدادا لصلاة الظهر يدق علي الباب وما من مجيب

ينادي باعلي صوته من بالداخل ؟؟

وما من مجيب

يتستيقظ كل من في البيت خائفا يدق قلبهم بالرعب والخوف

يكسروا الباب لتجد الام ابنتها هي الملقاه علي الارض جثة هامدة

اوواااااااااااااه يا ابنتي

ايعقل ان احرم منكي بعد هذا العمر

جلستي معي اسبوع وقد كان بعمري كله واحرم منكي

لالالالالالالالالالالالالالالا

استيقظي واعلمي باني قد اموت بعدك

ابنتيىىىىىىىىىىى

وياتي الطبيب مخبرا اياهم بانها قد توفت

وتخبرهم الام بان ابنتها مازالت علي قيد الحياه ويجب نقلها للمستشفي

يحذرها الطبيب من الخوف من عملية التشريح لتبين حالة الوفاة

وتخبرهم بانها راضية ولكن ابنتها ما زالت علي قيد الحياة

جسد بارد ازرق

عين ميتة لا فيها روح ولا دم

قلب متوقف عن النبض

والام تخبرهم بانها حية وانها ذهبت لزيارة ابن خالتها وستاتي مرة اخري

ويذهبون بها الي المستشفي و كل من في المسنشفي يخبروا الام بان البنت قد ماتت

وتخبرهم بان ابنتي مازالت علي قيد الحياة وانها زارت قريبها الذي توفي الاسبوع الماضي

ويقينا ستاتي لانها تحبني وتحب اخيها

وامام صرخاتها واستنجادها بكل ما اوتيت من قوة باي شخص

ويقينها الغريب يتستلم الاطباء لرغبات الاهل والاب

اوكسجين ,, حقن جلوكوز,, صواعق كهرباء لاعادة النبض

وهكذا .... استمر الطباء في فعل اي شئ يرضي الاهالي

يا الهي

الله اكبر

انها تتحرك

تتنفس

جلدها يميل للاحمرار الان

جسدها اصبح دافئا

عادت الي الحياة ام ماذا

وبعد فترة تستيقظ البنت متعجبة من مكانها ولماذا امها تبكي حولها

وبمرور الايام تتحسن صحتها

ما الذي راته البنت

وماذا شعرت

لا شئ

كل ما راته ابن خالتها كيف مات وما سبب موته وما سبب وقوع احدي منقذيه عليه وسبب الم ظهره

هذا كل ما رأته اثناء رحلة موتها

وكان سبب الموت هو امتلاء الحمام بثاني اكسيد الكربون المختنق

وان الالم الذي اصاب احدي منقذيه بسبب لمس احدي جناحي ملاك الموت له

وان الشاب الميت يسكن في حديقة كبيرة ومعه اجمل بنت راتها عيني

وما رايت اجملها ولا ابيضها

كم منا يحلم باحلام تموت في لحظة دون ان ندري

ليس لها حساب وليس لها ميعاد

***********************************

الشاب مات بعد دخوله الحمام 10 دقائق

والبنت اكتشفوا موتها بعد بقائها لمدة ساعه ونصف

**********************************

هذا الشاب هو ابن خالتي

والبنت هي انا

يعني القصة دي حقيقية ودي قصتي انا

**********************************

ليتنا نتعظ

وليكن عملنا خيرا ليحسن موتنا

ولنعلم ان الموت مدركنا ولو كنا في بروج مشيدة

فلنقوم نستغفر الله علي ما فعلنا

علي كل كبيرة وصغيرة من ذنوب نعلمها ولا نعلمه

اليوم قد توفي البواب مخلفا ورائه عائلة لا يعلم عددها الا الله

وكان مفعم بالحيوية والنشاط

فلنتعظ ونعلم اننا تاركيها لا نملك غير عملنا الطيب

ووالله انا مفارقيها مخلفين وراءنا شهواتنا وحياتنا

ورحم الله اموات المسلمين جميعا